التاريخ: التطورات السياسية والاجتماعية في العالم الاسلامي

مقدمة:

شهد العالم الاسلام ممثلا في الدولة الاسلامية والسعدية تطورات سياسية واجتماعية كبيرة ساهمت في تطور وتوسيع نفوذه لفترة طويلة من الزمن.
       -فأين تجلى التنيم السياسي والاجتماعي بالعالم الاسلامي؟
       -وما هي خصائص هذا التنظيم؟.

I-

  1)انقسم الجهاز الاداري للدولة العثمانية الى ثلاث أجهزة:

تميز التنظيم الاداري للدولة العثمانية بقوته وتعدد مكزوناته ويمكن التمييز فيه بين ثلاث أجهزة :
                 -جهاز مركزي: كان على رأسه السلطان في العاصمة القستنطينية يتميز بسلطات واسعة تشريعية، تنفيذية، قضائية يستعين في تسيير شؤون الدولة بلصدر الأعظم (الوزير الأول) ثم الدفتر دار (وزير المالية)، الكاهية باشا (وزير الحرب)، الشاوش باشا (وزير العدل) ثم رئيس الكتاب ومجلس الديوان وهو ذو طابع استشاري .
                -جهاز اقليمي : دفع المجال الجغرافي الواسع بالامبراطورية العثمانية الى تقسيمها الى مجموعة من الايالات على رأس كل واحدة منها وال (بيكلربك).
               -جهاز محلي: كانت الايالات العثمانية مقسمة الى سناجق (مقاطعات) على رأس كل واحدة منها (سنجق بك) أمير.

   2) أعى العثمانيون أهمية بالغة للجانب العسكري:

حضي الجهاز العسكري بالغة في الدولة العثمانية سواء من حيث مكوناته ، تنظيمه وتجهيزه. فقد تشكل الجيش العثماني من قسمين رئيسيين:
           جيش بري: يتكون من فرقتين رئيسيتين : 
                                                             -الانكشارية (المشاة) : وهم في الأصل من أبناء النصارى تتم تربيتهم في القصور العثمانية تربية اسلامية عسكرية وذلك لضمان ولائهم للسلطان.
                                                            -السباهية (الخيالة أوز الفرسان): يتم تكوينهم وفق نظام الشيمار أراض تمنح لقادة الجيش مقابل تكوين عدد من الفرسان أثناء الحرب.
          الجيش البحري: استطاع الجيش البحري العثماني أن يفرض سيطرته في البحر المتوسط والبحر الأحمر بفضل قوته وضخامة أسطوله وقوة تنظيمه وتسليحه.
لقد اهتم العثمانيون بالجانب العسكري فكانوا من أوائل الجيوش التي اعتمدت السلاح الناري في العالم مما ضمن لها تفوقا زواضحا على باقي الجيوش ولمزيد من التنظيم تم توحيد الزي العسكري.

III-

       1)يتفرع الجهاز الاداري للدولة السعدية الى ثلاث أجهزة رئيسية:

كانت الدولة السعدية دولة مستقلة ذات نظام محلي وراثي وزكان السعديون ينحذرون من سلالة السعدية الشريفة مما رفع من مكانتهم لدى المجتمع المغربي كما وضع السعديون تنظيما اداريا محكما لدولتهم اقتبسوه من الدولة العثمانية وانقسم الى ثلاث مستويات:
         -الادارة المركزية: كان على رأسها السلطان يتمتع بسلطات واسعة (تشريعية، تنفيذية وقضائية) ، يقوم يقوم بتسيير الدولة الوزير والقاضي والمحتسب والمفتي ومجموعة من الدواوين (وزارات).
         -الادارة الاقليمية (الجهاز الاداري): قسم المغرب في عهد السعديين الى زمجموعة من الأقاليم كان على رأس كل واحد منها خليفة السلطان وغالبا ما كان من أبناء السلطان وذلك لضمان ولائه وليكتسب تجربة تؤهله ليتولى حكم البلاد، يستعين في تسيير شؤون الاقليم بالعامل.
         -الادارة المحلية (الجهاز المحلي):  كان على رأسها الباشا في المدينة والقائد في القرية وهما تابعان لخليفة السلطان وكان لكل مدينة محتسب وقاضي.

  2)اهتمت الدولة السعدية بالتنظيم العسكري :

كان الجهاز العسكري للدولة السعدية قد تأثر بالتنظيم العسكري للدولة العثمانية كما اقتبس بعض الجوانب التنظيمية من الأوربيين وكان الهدف انشاء جيش سواء كان بحريا أو بريا يظمن حماية البلاد وهيبتها ولم يكن ذلك ممكنا الا بتحديث هذا الجيش سواء من حيث الأسلحة (ادخال الأسلحة النارية) أو من حيث التنظيم (اعتماد زي موحد) وتشكيل فرق عسكرية حسب المهام (الحرس الملكي، الخيالة، البندقيون، فرق الأقاليم ) كما استعان بالعناصر التركية وكانت الدولة هي من يدفع أجور الجيش وقائده الأعلى هو السلطان.

III- تعددت أوجه الشبه والاختلاف بين الدولة العثمانية والسعدية دينيا واجتماعيا:

      1) تتميز الأوضاع الدينية والاجتماعية في الامبراطورية بالتنوع:

لعب المجال الجغرافي الواسع للامبراطورية العثمانية دورا كبيرا في التنوع الديني والاجتماعي فالى جانب الاسلام الدين الرسمي للامبراطورية العثمانية كانت هناك ديانات أخرى كالمسيحية والياهودية ورغم أن المذهب الحنفي كان الأكثر حظورا في الانبراطورية العثمانية فان ذلك لم يمنع من وجود مذاهب أخرى كالشافعي والمالكي، كما شهدت الامبراطورية العثمانية انتشار الطرق الدينية الصوفية وفي مقدمتها الدراويش وعلى المستوى الاجتماعي، ضمت الامبراطورية العثمانية أجناسا متعددة كالعرب والأتراك والازوربيون والعجم (غير الناطقين باللغة العربية) اضافة الى العبيد واذا كانت عامة الشعب تعيش حياة بسيطة مرتبطة بالزراعة وبعض الحرف فان الطبقات الخاصة ترؤسها الحاكمة (كبار الموظفين والجيش) كانوا يتمتعون بامتيازات كبيرة ويعيشون حياة تطبعها الرفاهية.

          2) اتسم المغرب بتنوعه الاجتماعي:

لم يكن المغرب أكثر اختلافا عن الدولة العثمانية على المستوى الديني والاجتماعي وقد كان الدين الاجتماعي هو دين الدولة الرسمي وزع ذلك وجدت مجموعة الديانات كالمسيحية والياهودية والمغرب كان دائما تابع للمذهب السني المالكي عن المستوى الاجتماعي كان متميزا بتعدد الزوايا أما مكوناته الاجتماعية بين كبار القوم الذين كانوا يتمتعون بعدة امتيازات وطبقات عامة كانت عبارة عن حرافيين وفلاحين بسطاء الى جانب السكان الأصليين للمغرب كان هناك المسيح والياهوزد والعرب والعبيد أما المرأة المغربية فقد لعبت أدوارا اقتصادية واجتماعية سواء في البادية المدينة.


<iframe style="width:120px;height:240px;" marginwidth="0" marginheight="0" scrolling="no" frameborder="0" src="//ws-na.amazon-adsystem.com/widgets/q?ServiceVersion=20070822&OneJS=1&Operation=GetAdHtml&MarketPlace=US&source=ac&ref=qf_sp_asin_til&ad_type=product_link&tracking_id=adifahno-20&marketplace=amazon&region=US&placement=B0852QH13P&asins=B0852QH13P&linkId=4894dc1cc0db02d978d7c93374e0a4d3&show_border=false&link_opens_in_new_window=false&price_color=333333&title_color=0066C0&bg_color=FFFFFF">

    </iframe>