مقدمة:
تعتبر المرحلة الممتدة بين القرن 15 و 18 مرحلة تحولات عميقة في أوربا والعالم المتوسطي عموما، حيث اتجه هذا المجال حول بناء الحداثة ووضع قطيعة مع الماضي والقديم والاتجاه نحو كل ما هو حذيث فما هي زمظاهر هذه التحولات؟ وماهو امتدادها الجغرافي؟ ما المقصود بالحداثة؟ وماهي وسائل انتشارها؟I- تعريف المجال المتوسطي والتحولات التي حصلت عليه خلال القرن 15-18م:
1) شهدت أوربا عدة تحولات بين القرن 15و 18م:
تستحق التحولات التي شهدتها أوزربا بين القرن 15 و 18م أن تنعت بأنها عامة بكونها شملت جميع الميادين ويتضح ذلك من خلال:-تحولات علمية تقنية: اختراع المطبعة + اختراع وسائل الملاحة البحرية + الاختراعات التقنية والعلمية.
-تحولات سياسية/ اجتماعية: الثورة الانجليزية + الثورة الفرنسية.
-تحولات دينية: الاصلاح الديني الأوربي.
-تحولات عسكرية: معركة ليبانتي بين الأوربيين والعثمانيين سنة 1571م + معركة وادي المخازن سنة 1518م.
2) تعريف المجال المتوسطي وامتدادته الجغرافية:
يقصد بالعالم المتوسطي المناطق المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط من الشمال والجانوب والغرب ، الضفة الشمالية تتكون من اسبانيا ، فرنسا ، ايطاليا والامبراطورية العثمانية، أما الضفة الشمالية تتكون من اسبانيا ، فرنسا، ايطاليا والامبراطورية العثمانية ، أما الضفة الجانوبية الافريقية فجزء مهم منها عبارة عن ممتلكات الابراطورية العثمانية وفي أقصى الغرب نجد الدولة الامبراطورية العثمانية أما في الشرق المتوسط فنجد البلدان الأسيوية خاضعة لنفوذ الامبراطورية العثمانية.اذا كان العالم المتوسطي هو البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط ، فان البلدان الأوربية كانت لها علاقة وطيدة مع البحر الابيض المتوسط رغم بعدها عنه كألمانيا وبريطانيا مما جعلها تشكل امتدادا للمجال المتوسطي.
3) شهد البحر الابيض المتوسط اختلالا في التوازن منذ القرن 16.
ظل البحر الابيض المتوسط تحت سيطرةالمسلمين في الدولة العثمانية شهدت تحولا عميقا في ميزان القوة خاصة بعد معركة ليبانت سنة 1571 التي انهزم فيها العثمانيون ضد الاوربيون مما يؤكد التفوق الاقتصادي والعسكري للاوربيين وتحكمهم بالتجارة الاوربية رغم المحاولات الاصلاحية التي قام بها العثمانيون للحفاظ على مكانتهم التي باءت بالفشل لأسباب متعددة.II- الحداثة : مفهومها وخصائصها ووسائل انتشارها:
1) تعريف الحداثة وبعض خصائصها:
الحداثة كلمة مشتقة من الكلمة الفرنسية (modernne) وتعني كل ماهو عصري جديد وضد كل ماهو قديم وتقليدي هي رمز التجاوز، انها بنية فكرية كلية (تحول جدري على كافة المستويات) وكلما اصطدمت هذه البنية الفكرية الحداثية ببنية فكرية تقليدية فككتها فلم تستطع البنية التقليدية الصمود طويلا أمام ماحملته الحداثة من تغيير رغم المعارضة التي أبداها دعاة القديم للحداثة. لقد ارتبطت الحداثة بالطبقة البرجوازية وخاصة البورجوازية التجارية.2) أدت مجموعة من الوسائل الى انتشار الحداثة :
ساعدت مجموعة من الزوسائل على انتشار الحداثة من أوربا على بقية العالم وكانت الوسائل والسلع العامل الرئيسي المسؤول عن انتشار الحداثة كما لعبتا البرجوازية الأوربية بثقافتها وعاداتها دورا رئيسيا في انتشار الحداثة في باقي المجتمعات.<iframe style="width:120px;height:240px;" marginwidth="0" marginheight="0" scrolling="no" frameborder="0" src="//ws-na.amazon-adsystem.com/widgets/q?ServiceVersion=20070822&OneJS=1&Operation=GetAdHtml&MarketPlace=US&source=ac&ref=qf_sp_asin_til&ad_type=product_link&tracking_id=adifahno-20&marketplace=amazon®ion=US&placement=B0852QH13P&asins=B0852QH13P&linkId=4894dc1cc0db02d978d7c93374e0a4d3&show_border=false&link_opens_in_new_window=false&price_color=333333&title_color=0066C0&bg_color=FFFFFF">
</iframe>