الثلاثاء، 20 فبراير 2018

الجغرافيا: أشكال استغلال الانسان للمجال في المدن

مقدمة:

حضيت المدينة منذ القدم باهتمام كبير ورغم تغير المشاكل والخطط والأسباب والنتائج ظل تنظيم المدينة أولوية في جميع بلدان العالم لما لذلك من أهميات في تنظيم المجال وضمان أهميته وتقليص مهامه.فما هي الأشكال الرئيسية للبنية الداخلية للمدن؟ ماهي أشكال توسع المدينة؟ مانوع الوظائف التي تقوم بها المدينة؟. مانوع التنزظيم في الشمال والجانوب؟ وما النتائج المترتية عن كثافة الاستغلال البشري للمجال الحضري؟

I- البنية الداخلية للمدن : أشكالها والعوامل المتحكمة في تنظيمها:

        1) نميز البنية الداخلية للمدن بين عدة أشكال:

يقصد بالبنية الداخلية للمدينة شكزل تزوزيع القطاعات الانتاجية والخدماتية والسكنية داخل المدينة فهذه الأنشطة تتوزع داخل المدينة في شكل أحياء (حي صناعي- حي اداري-حي سكني -حي سياحي) ويختلف توزيع هذه الأحياء حسب نموزذج المناطق الدائرية متعددة (المراكز- نموذج النوايا المتعددة ونموذج الأطراف) وغالبا مايكون منطقة الأعمال المركزية التي تحيط بها أحياء صناعية ثم سكنية.

       2) تتميز البنية الداخلية بالاختلاف بين بلدان الشمال والجانوب:

رغم اختلاف البنية الداخلية للمدن بين دول الشمال والجانوب يظل مركز المدينة في جميع دول العالم تقريبا عبارة عن مركز الادارة والأعمال وانطلاقا منه نحو الهامش تنتشر الأحياء السكنية والصناعية والخدماتية غير أن هذا الانتشار يتحكم فيه عاملين رئيسيين:
                         - موقع المدينة: فالمدن الساحلية تنمو على شكل أنصاف دوائر عكس المدن الداخلية التي تتوزسع على شكل دوائر انطلاقا من المركز.
                        -البنية التحتية: التي تتتحكم في توجيه المدينة ونموها واذا كانت مدن الشمال تتميز ببنية داخلية منظمة فان مدن الجانوب يطغى عليها الطابع العشوائي في توزيع بنيتها الداخلية.

II- تتميز المدينة باختلاف أشكال توسعها وتعزدد وظائفها:

        1) تختلف أشكال التوسع الباطني والهامشي بين دول الشمال والجانوب:

يمكن التمييز في توسع المجال للمدن بين :
                                                   -توسع باطني: ونقصد به توسع المباني السكنية ومناطقها الاقتصادية زوالاجتماعية وهو توسع مرتبط بموقع المدينة وتوزيع البنية التحتية داخلها غير أن الملاحظ أن التوسع الباطني للمدن يتم بوزتيرة سريعة مما يزيد من توسيع مجال المدينة وترتفع حدة التوسع كلما مر الزمان وزاذا كان نمو السكان مؤشرا على التوسع الباطني فانه يتحكم في باقي جوانب التوسع (الأحياء السكنية-الأحياء الاقتصادية والاجتماعية).
                                                  -توسع هامشي : يقصد به نمو المراكز الحضرية بشكل منظم وبصفة عشوائية بضاحية المدن 'هامش المدينة) وعند المقارنة بين دول الشمال والجانوب يلاحظ توسع المدينة في دول الشمال بشكل منظم شكلا وحجما ويرجع ذلك الى عامل البنية التحتية وأهمية التصاميم عكس دول الجانوب حيث هامش المدينة ينمو بشكل عشوائي في كل الاتجاهات وبأحجام مختلفة وأشكال متعددة وبسرعة كبيرة.

      2) تقوم المدينة بعدة وظائف:

تقوم المدينة بوظائف متعددة سياسية، صناعية، سياحية، ورغم اختلاف الوظائف تظل ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمدينة حيث تساعدها على النمو والتطور وتميزها عن باقي المدن الأخرى فالعاصمة تقوم بوظيفة سياسية وهو ما يجعلها رمزا للدولة في الخارج أما المدن الصناعية فتساعد في نمو المدينة لأن النشاط الصناعي يوفر فرص الشغل ومداخل المدينة وهو ما يساعد على تطورها في حيث تشكل السياحة طورا ترفيهيا أو دينيا أحد الأنشطة الرئيسية في كثسر من مدن العالم وأصبحت دار شهرة عالمية بفضل وطيفتها السياحية (مكة، مراكش، باريس)

III- النمو الحضري: أشكال النمو ومخاطره:

       1) تتعدد مكونات الشبكة الحضرية وأشكال الاستقطاب التي تقوم به:

لعب المدينة دورا أساسيا في تنظيم الشبكة الحضرية، فالمدن المشكلة لهذه الشبكة ترتبط بمجموعة علاقات صعودا ونزولا في اطار التبعية او النفوذ فالمدينة الصغيرة والمتوسطة والكبيرة جميعهم خاضعين لنفوذ المدينة الجهوية وفي نفس الوقت تابعين لها في الخدمات الادارية اقتصاديا واجتماعيا وفي معظم دول العالم المتقدم تتكون الشبكة الحضرية بمجموعة من المدن الجهوية مما يقلل الضغط عليها ويجعل الخدمات مقدمة  اصلا افضل مقارنة بالعالم النامي المتخلف حيث الشبكة الحضرية لها قطب جهوي واحد مما يزيد من الضغط ويقلص جودة الخدمات فالاكتضاض من اسباب تردي مستوى الخدمات واستقطاب سكان من قبل قطب واحد (مدينة جهوية واحدة) سواء في الخدمات الصحية التعليمية او الادارية ينعكس سلبا على جودة الخدمات.

        2) انعكس النمو الحضري سلبا على المجال:

ادى تزايد استغلال المجال الحضري وعدم القدرة على التحكم في نموه وتنظيمه الى تاثيرات سلبية على المجال المحيط به فكل توسع للمدينة يتم على حساب المجال الريفي والزراعي اي المجال المنتج للغذاء وهذا فيه تاثير اقتصادي وبيئي سلبي وزيادة الى ذلك اصبح المشهد الحضري غير متجانس فبالقرب من المباني الضخمة المنتمية للمجال الحضري نجد مباشرة مباني ريفية وتقليدية وممارسات زراعية وفلاحية تؤثر سلبا على جمالية المشهد الحضري.


<iframe style="width:120px;height:240px;" marginwidth="0" marginheight="0" scrolling="no" frameborder="0" src="//ws-na.amazon-adsystem.com/widgets/q?ServiceVersion=20070822&OneJS=1&Operation=GetAdHtml&MarketPlace=US&source=ac&ref=qf_sp_asin_til&ad_type=product_link&tracking_id=adifahno-20&marketplace=amazon&region=US&placement=B0852QH13P&asins=B0852QH13P&linkId=4894dc1cc0db02d978d7c93374e0a4d3&show_border=false&link_opens_in_new_window=false&price_color=333333&title_color=0066C0&bg_color=FFFFFF">

    </iframe>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التاريخ: التحولات العامة بالعالم المتوسطي وبناء الحداثة (من القرن 15 الى القرن 18)

مقدمة: تعتبر المرحلة الممتدة بين القرن 15 و 18 مرحلة تحولات عميقة في أوربا والعالم المتوسطي عموما، حيث اتجه هذا المجال حول بناء الحداثة و...